31 - 03 - 2025

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (21)

نبضة | مع الحبيب والأربعين النووية (21)

نعيش اليوم  الواحد والعشرين من شهر رمضان  الكريم مع هدى الحبيب، وحديث يدعونا إلى عدم الغرور بأعمال صالحة نعملها ولايصيبنا اليأس من كثرة الذنوب ولا نحكم على أحد بأنه من أهل الجنة أو أهل النار فمصائرنا وأقدارنا بيد الله نسأل الله الثبات على كلمة الإيمان وقول لاإله إلا الله محمد رسول الله وأن يجعل خير أعمالنا خواتمها.

عن أبى عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضى الله  تعالى عنه قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه فى بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه وأجله وعمله وشقى أو سعيد ، فوالله الذى لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى مايكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى مايكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها" .رواه البخارى ومسلم.

يستعرض الحديث مراحل خلق الإنسان بدءا من إلتقاء ماء الرجل والمرأة لتكون النطفة وبعد أربعين يوما تصير علقة ويستمر النمو لتصبح مضغة وسميت كذلك لأنها فى حجم اللقمة التى تمضغ ثم يصور الله تلك المضغة ويشق فيها السمع والبصر والشم والفم ويصور فى داخل جوفها الحوايا والأمعاء قال الله تعالى (هو الذى يصوركم فى الأرحام كيف يشاء) أل عمران:6 ثم إذا صار عمر الجنين أربعة أشهر نفخ الله فيه الروح .

وعن إبن مسعود رضى الله عنه أن النطفة إذا إستقرت فى الرحم أخذها الملك بكفه فقال أى رب مخلقة أو غير مخلقة فإن قال غير مخلقة قذفها فى الرحم دما وإن قال مخلقة قال الملك أى رب أذكر أم أنثى أشقى أم سعيد ما الرزق وما الأجل وبأى أرض تموت فيقال إذهب إلى أم الكتاب ، فينسخها.

والمراد بالذراع فى الحديث قطعة من الزمان، فإن الكافر إذا قال قبل الموت لا إله إلا الله محمدرسول الله دخل الجنة، والمسلم إذا تكلم فى آخر عمره بكلمة الكفر دخل النار وفى الحديث دليل على عدم القطع بدخول الجنة أو النار وإن عمل سائر أنواع البر أو عمل سائر أنواع الفسق ، وعلى الإنسان ألا يغتر بعمله ولا يعجب به وأن يسأل الله القبول ويستعيذ بالله من سوء الخاتمة.

وقوله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لانضيع أجر من أحسن عملا ) الكهف ؛30

ظاهر الآية أن العمل الصالح من المخلص يقبل، فمن آمن وأخلص النية لايختم له إلا بالخير، وإن خاتمة السوء تكون لمن خلط العمل الصالح بالرياء والسمعة ، نسأل الله أن تكون كل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم.
-----------------------------
بقلم: نجوى طنطاوي

حلقات " مع الحبيب والأربعين النووية "


مقالات اخرى للكاتب

نبضة/ مع الحبيب والأربعين النووية (30)